معاناة عمال النظافة بمدينة تازة : جنود الخفاء الذين لا يُرى تعبهم

ابراهيم
2025-04-08T00:26:53+03:00
خبر اليوم
ابراهيم8 أبريل 2025آخر تحديث : منذ 3 أسابيع
معاناة عمال النظافة بمدينة تازة : جنود الخفاء الذين لا يُرى تعبهم

في زحمة الحياة اليومية بمدينة تازة، حيث يستيقظ السكان على شوارع نظيفة وأرصفة مرتبة، تغيب عن الأذهان معاناة أولئك الذين يبذلون جهودًا جبارة في صمت: عمال النظافة. هؤلاء الجنود المجهولون يعيشون يوميًا ظروفًا قاسية مقابل أجور زهيدة واهتمام رسمي وإعلامي لا يكاد يُذكر.

ظروف عمل صعبة وأجور لا تليق بالتضحيات:

يبدأ يوم عامل النظافة في تازة مع ساعات الفجر الأولى، حاملًا مكنسته أو عربة النظافة، وسط برد الشتاء القارس وحرارة الصيف اللاهبة. كثير منهم يفتقرون إلى المعدات الوقائية الأساسية، مثل القفازات والأقنعة، مما يجعلهم عرضة للأمراض والإصابات المختلفة.

ورغم الدور الحيوي الذي يلعبونه في الحفاظ على جمالية المدينة وصحة سكانها، فإن الأجور التي يتلقونها تبقى دون المستوى، ولا تتناسب مع المجهود البدني الهائل الذي يبذلونه يوميًا.

غياب التغطية الصحية والحماية الاجتماعية:

من أبرز المشاكل التي يواجهها عمال النظافة في تازة، غياب التغطية الصحية والحماية الاجتماعية. في حال تعرضهم لحادث أثناء العمل، يجدون أنفسهم في مواجهة مصيرهم وحدهم، دون دعم فعلي من الجهات المعنية. كما أن معظمهم يشتغلون بعقود مؤقتة أو مع شركات مناولة، مما يجعل وضعهم المهني هشًّا للغاية.

أصوات تنادي بالإنصاف:

في أكثر من مناسبة، عبّر العديد من عمال النظافة بمدينة تازة عن مطالبهم بتحسين أوضاعهم المهنية والمعيشية، داعين إلى تثبيتهم في مناصبهم، تمتيعهم بالتغطية الصحية، وزيادة أجورهم بما يتلاءم مع غلاء المعيشة ومتطلبات الحياة الكريمة.

جمعيات المجتمع المدني بدورها بدأت تسلط الضوء على هذه الفئة، مطالبة السلطات المحلية والمجالس المنتخبة بتحمل مسؤولياتها تجاه عمال النظافة، والاعتراف بالدور المحوري الذي يقومون به.

كلمة أخيرة:

بينما ينعم سكان تازة بنظافة شوارعهم وأحيائهم، لا بد من وقفة تقدير واحترام لعمال النظافة الذين يبذلون قصارى جهدهم رغم قسوة الظروف. فتكريمهم الحقيقي لا يكون فقط بالكلمات، بل بضمان حقوقهم وتحسين شروط عملهم ليؤدوا مهامهم بكرامة وإنسانية.

ٱدم أبوفائدة

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...
موافق