مع اقتراب موعد امتحانات الباكالوريا يبدأ موسم الإبداع في أساليب الغش المستعمل أثناء اجتياز الامتحان وقد تطورت مع توالي التجارب والتقدم التكنولوجي بشكل متوازي مع مجهودات الجهات في مكافحة الغش بتطوير سبل المراقبة وتشديدها وصرامة عقوبات الردع عند ضبط حالات مثبتة للغش..
وفي السنوات الأخيرة تزايدت وتيرة استعمال وسائل مختلفة ومتنوعة في الغش أثناء الامتحانات مقارنة بسنوات التسعينيات وبداية الألفية حتى من طرف بعض المتميزين دراسيا لأسباب ربما تكون نفسية تجعل المترشح غم التميز يفقد الثقة في النفس أثناء اجتياز الاختبار..
وعلاقة بالموضوع وكنقطة أخرى لوحظ في هذه السنوات السالف ذكرها مقارنة بسابقاتها بروز مراكز للدعم والدروس الخصوصية أو الليلية بشكل رهيب وأصبح معظم التلاميذ المقبلين على الإمتحانات الإشهادية ملزمون بالالتحاق بإحداها طوعا لاكتساب ما لا يستطيعون إكتسابه في الفصل الدراسي مما يطرح أكثر من سؤال؛
هل ذلك راجع إلى تقصير المدرس في المؤسسة التعليمية بحيث يستحيل عليه تلقين المعلومة للمتمدرس ومن ذلك يلجأ المتعلم للاستعانة بالدعم لدى أستاذ خاص ؟ أم أن كل مادة تحتاج أكثر من مدرس ليتمكن التلميذ من إكتساب معارفها ومضامينها ؟
هل تكون علاقة التلميذ بالمؤسسة التعليمية مقتصرة على قانونية التدرج في السلك التعليمي بينما تبقى المعلومة والمعارف رهينة بالالتحاق بمراكز الدعم الدراسي قصد استيعاب المعرفة ؟
وحتى لا نكون مجحفين في الرأي لا ننكر أن ظاهرة الساعات الإضافية كانت حتى في الماضي غير أن صيغتها لم تكن كما هي الآن حيث كان تقريبا من بين 100 تلميذ تجد 4 تلاميذ فقط يستفيدون من هذه الخدمة لاعتبارات معينة تحت إشراف شخص معطل أو أستاذ في بيته الخاص دون مراكز خاصة كما هو الشأن اليوم..
وتجدر الإشارة أن هناك من التلاميذ من يحققون نتائج مشرفة نسبيا يلتحقون بتخصصات مهمة بكفاءة وعن جدارة تعتمدهم الدولة في المناصب المهمة والهياكل الحساسة وكأطر تقوم عليهم أعمدة التسيير..
وآخرون لا يتوفقون سواء في الدورة العادية أو الاستدراكية ومنهم من يتجاوزون عتبة النجاح بمعدل بخس نقط معدودات.. ولأن النجاح قد يكون غير مستحق أحيانا يجد الناجح نفسه حائرا في التوجيه ضمن مابعد الباكالوريا بالتالي قد يصيب في تصويب هدف المستقبل أو يخطئ هدفه ويبقى في التيه..
نتمنى التوفيق لجميع المترشحين والمترشحات دون إغفال أن هذا التلميذ مشروع إطار المستقبل منه المهندس ،الأستاذ ،الطبيب ،الربان والمسؤول..
محمد ميزوكان / مريرت إقليم خنيفرة – بلازواق تيفي