في خطوة تعكس انخراط بعض المواطنين في الدينامية الوطنية التي دعا إليها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وجّه سجين سابق رسالة قوية اللهجة إلى الرأي العام والمسؤولين، يكشف فيها عن واقع معاش داخل السجن المحلي بمدينة جرسيف، مؤكداً أن “الخير لا بد أن ينتصر على الشر”، مستشهداً بخطاب ملكي سابق يدعو إلى الإصلاح ومحاربة العراقيل التي تعيقه.
وقد أكد المعني بالأمر، الذي فضّل توقيع رسالته بالأحرف الأولى من اسمه “ج.ي.”، أنه طيلة مدة اعتقاله وقف شخصيًا على تحولات ملموسة داخل المؤسسة السجنية، مشيدًا بالدور الكبير الذي يقوم به مدير السجن المحلي بجرسيف، واصفًا إياه بـ”الأب الحنون”، نظير سعيه المستمر إلى تجسيد مبادئ إعادة الإدماج والإصغاء لهموم السجناء، سواء عبر زيارات ليلية مباغتة للزنازن أو استقبال مباشر في مكتبه.
وأضاف السجين السابق أن هذا النهج الإنساني يجد صداه كذلك في حرص كل من السيد وكيل الملك ورئيس المحكمة الابتدائية بجرسيف، اللذين يقومان بدور التفقد والتتبع الدوري لوضعية النزلاء، مؤكدًا أن ذلك يعكس التزامًا مشتركًا بتفعيل توجيهات العرش في مجال إصلاح العدالة وتعزيز كرامة السجين.
غير أن الرسالة لم تخلُ من انتقادات حادة لبعض السلوكات الفردية التي قال إنها تُمارس من طرف أحد الموظفين الموصوف بـ”المنسق”، والذي – حسب المتحدث – يعمد إلى استفزاز بعض السجناء و”إيهامهم” بأنه فوق القانون، ضاربًا عرض الحائط بكل الجهود الرامية إلى الإصلاح والعدالة داخل المؤسسات السجنية.
وفي ختام رسالته، وجّه “ج.ي.” نداءً إلى الجهات المختصة من أجل الحرص على تعيين موظفين “أكفاء، يتحلون بروح المسؤولية والإنسانية، ويجسدون النموذج الذي يليق بصورة المملكة ومؤسساتها تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله”.
وأكد المعني بالأمر أن نسخة من رسالته ستُحال على الديوان الملكي، أملًا في أن تجد الآذان الصاغية لدى من بيدهم زمام الأمور.
آدم أبوفائدة