
في مشهد مؤثر وثق عدد من ساكنة مدينة الجديدة صباح اليوم والثلاثاء لحظة هدم أحد أقدم المحلات التجارية بالمدينة، والمعروف باسم مول الزريعة والذي شكل لسنوات طويلة معلمة شعبية لصيقة بذاكرة أجيال من سكان المدينة وخصوصا إعدادية الحنصالي و المطاحين و تانوية پئرأنزران تاريخ الطفولة لا ينسى.
المحل، الواقع بجوار مدارة الحرية، لم يكن مجرد دكان لبيع الزريعة والكاوكاو والحمص فقط بل كان أيضا فضاء نابضا بالحياة يجذب الصغار والكبار برائحة البذور المحمصة وصوت الطقطقة الذي لا ينسى. كثيرون من أبناء الجديدة ارتبطوا وجدانيا بالمكان وتبادلوا فيه الضحكات والقصص وذكريات الطفولة، حيث كان التوقف عند مول الزريعة طقسا يوميا بعد المدرسة أو خلال جولات المساء.
ورغم أن قرار الهدم جاء في إطار أشغال إعادة هيكلة الفضاء التجاري وتحسين ملامح المدينة العتيقة إلا أن المشهد لم يخل من حزن، إذ عبر العديد من المارة عن أسفهم لفقدان هذا الركن العتيق، الذي ظل صامدا لعقود طويلة في وجه التحولات العمرانية والاجتماعية.
رحل مول الزريعة، وبقيت رائحة الذكريات عالقة في الذاكرة.
فهل ستعوض المدينة ما يهدم من ملامحها الإنسانية أم أن التحول العمراني سيطغى على كل ما هو وجداني؟