بعد طول انتظار، انطلقت هذا الأسبوع، أشغال إعادة تهيئة وتوسيع شارع الحسن الثاني، وذلك بعد سنوات من الترافع والمطالبة بإعادة النظر في هذا المقطع الطرقي الذي يلعب دورا هاما بالمنطقة كونه يربط بين مدية صفرو ومدينة إيموزار كندر مرورا عبر جماعة سيدي اخيار في اتجاه جماعة عين اشكاك رابطا بذلك بين كل الطرق الوطنية للمملكة المغربية في اتجاه الجنوب والشرق والغرب .
وحسب مصادر من مسؤلي الجماعة الترابية ، فإن هاته الأشغال ستهم توسعة وإصلاح هذا الشارع من مدخل المدينة غربا إلى غاية دوارة مدخلها شرقا، وهو ما شكل فرحة عارمة للساكنة ولمستعملي هذا المقطع الطرقي، من أصحاب السيارات وسيارات الأجرة والساحنات الذين باتت المنطقة صعبة عليهم بشكل كبير في ضوء ما كان عليه، ولم يأتي هذا الإنجاز القيم صدفة كونه بمجرد ان تم تنصيب السيد خالد هلال باشا على مدينة البهاليل والقيام بجولة على مدارها الجغرافي والتعرف على متطلبات اولوياتها إلا وبدأ في ضخ دماء جديدة ودنامية واعدة رفعت من التدبير الجيد للشان العام المحلي عامة ولتجهيز شارع الحسن الثاني خاصة هذا الذي طاله الإقصاء والتهميش وملئت جوانبه بالحفر التي طال أمدها وتفشت مظاهرها بشكل مؤلم ولم يخضع هذا الشارع الذي يعتبر وجه المدينة وطريقها الرئيس ابدا منذ تأسيسه في ستينات القرن الماضي للترميمات والإصلاحات الضرورية سوى ملأ حفره في بعض الأحيان بالتراب، في وقت حرصت المصالح المعنية، على إعادة هيكلة وكساء بعض الشوارع والأزقة داخل المدينة وهوامشها بالإسفلت والزليج، ما ابقاه طوال هذه المدة لصيق بالحفر المهددة لحياة الراجلين والراكبين والساكنة المجاورة.
وبمجرد ان جلس السيد الباشا على كرسي المسؤلية إلا وفتح عينيه على كل صغيرة وكبيرة وبدأ يستمع للجميع بأذن صاغية وذكية فتبين له كمين الخلل ففتح الله على يده عقدة هذا الشارع المشؤوم فبدأ في الحث والمطالبة بتهيئته وتهيئة مشاريع اخرى قد تم إحداثها في عهده.
ولن يكون السيد الباشا في راحة تماما منذ توليه مسؤولية هذه المدينة لأن سلفه لم يتركوا أبدا ذكرى طيبة في هذه الجماعة، التي يتقاطع فيها طابعها القروي عن الحضري مع حضورها القوي في الخريطة السياحية الإقليمية والوطنية، باحتضانها ما يقارب 600 كهف وواجهة سياحية رائعة بالمدينة القديمة ومواقع تراثية رومانية عتيقة، ففي عهده نما التفكير في تهيئة وتصنيف هذه الكهوف بشكل سيثير حفيظة الزوار والسياح، حتى تغذو البهاليل قبلة لهم في ظاهرها وباطنها وتصبح مع مشيئة الله وسيلة لتنمية بشرية واعدة في أفق العشريات القادمة، وما إصلاح شارع الحسن الثاني إلا بداية لنجاح هذا المشروع القويم الذي سيرى النور في القريب العاجل بإذن الله.
بقلم : نجيب عبدالعزبز منتاك