مع كل بداية عام دراسي جديد، تطل علينا حكاية الدخول المدرسي بمعانيها المتعددة. فبين فرحة العودة إلى المدرسة وحماس التعلم، تلوح في الأفق تحديات كبيرة تواجه المتمدرسين وأسرهم، أبرزها ارتفاع أسعار الكتب المدرسية وكل ما يتعلق بالتمدرسين.
الكتب، تلك الأدوات الصديقة الدائمة المصاحبة لتلامذتنا وتلميذاتنا وطالبي العلم، أصبحت اليوم تتحول إلى عبء ثقيل يثقل كاهل الأسر.
فمع ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ، بات شراء الكتب المدرسية ضرورة مكلفة، تستنزف ميزانيات الأسر، وتزيد من معاناتهم في توفير احتياجات أبنائهم.
وليس الأمر يتعلق فقط بارتفاع الأسعار، بل بتعدد الكتب التي يطلبها الطلاب، والتي غالباً ما تكون خارج القائمة الرسمية، مما يزيد من الأعباء المالية على الأسر.
كما أن بعض المدارس تفرض أنواعاً معينة من الكتب، مما يحد من خيارات الأسر ويجبرها على الشراء من مصادر محددة وبأسعار مرتفعة.
وتؤثر هذه الظاهرة سلباً على الطلاب أنفسهم، حيث تحرمهم من فرصة الاستمتاع بالتعلم، وتجعلهم يشعرون بالضغط والقلق.
كما أنها تؤثر على أدائهم الدراسي، حيث يضطرون إلى تقاسم الكتب أو الاستدانة من أصدقائهم، مما يعيق عملية الدراسة والتحضير للاختبارات.
ولعل أبرز الآثار السلبية لهذه الظاهرة هي زيادة الهوة بين الطلاب، حيث يجد الطلاب من الأسر ذات الدخل المحدود صعوبة في توفير الكتب اللازمة، مما يؤثر على فرصهم في النجاح والتقدم.
كما أن هذه الظاهرة تؤدي إلى انتشار ظاهرة شراء الكتب المستعملة، والتي قد تكون متلفة أو غير مكتملة، مما يضر بجودة التعليم.
إن حل مشكلة ارتفاع أسعار الكتب المدرسية يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، بدءاً من الحكومة التي يجب عليها وضع آليات فعالة لضبط الأسعار، وصولاً إلى دور النشر والمؤسسات التعليمية التي يجب عليها تحمل جزء من المسؤولية في تخفيف الأعباء عن الأسر.
كما يجب على الأسر أن تبحث عن بدائل، مثل شراء الكتب المستعملة أو المشاركة في تبادل الكتب بين الطلاب، وأن تتواصل مع المدرسة للتفاوض حول قائمة الكتب المطلوبة.
إن التعليم حق لكل طفل، ولا يجب أن يكون مقيداً بقدرة الأسرة على توفير الكتب المدرسية.
لذلك، فإن من واجبنا جميعاً العمل على إيجاد حلول لهذه المشكلة، حتى نضمن لجميع الطلاب فرصاً متساوية في التعليم.
ختاماً، يبقى الخول المدرسي وغلاء الكتب تحدياً كبيراً يواجه مجتمعنا.
ولكن، من خلال التعاون والتكاتف، يمكننا أن نتجاوز هذه العقبة، ونوفر لطلابنا بيئة تعليمية مناسبة تساهم في بناء مستقبل مشرق لوطننا.
بقلم : محمد فتاح