
هذا السؤال يطرح تساؤلات عميقة حول العلاقة بين السلطة الرابعة وبعض مسييري الشأن العام المحلي،بمدينة ابن احمد ودور الإعلام فيها.
أسباب تخوف هؤلاء المسؤولين من المنابر الإعلامية النزيهة قد تكون متعددة، ويكون لدى البعض منهم مخاوف من أن تكشف السلطة الرابعة أفعال فساد وممارسات تدور في كواليس التسيير ويتم التستر عليها بشكل من الاشكال ، مما قد يؤدي إلى مساءلتهم قانونيًا أو سياسيًا.
كما يسعى البعض الأخر إلى الحفاظ على صورة إيجابية أمام الرأي العام، وقد يخشون من أن تنتقد الصحافة النزيهة بتقاريرها ومقالاتها أداءهم أو سياساتهم، وتؤدي بهم في الاخير إلى تآكل شعبيتهم وفقدانهم للكراسي التي (ربوا عليها الكبدة)، و وبالتالي يكونوا غير قادرين على تحمل النقد، ويرون أي انتقاد صحفي لعملهم على أنه هجوم شخصي ويجب ان يحاسبوا عليه،متناسين بأن مهنة صاحبة الجلالة تلعب دورا حيويا في مساءلة المسؤولين عن أداءهم ،وكشف أي تجاوزات او فساد، وتساهم في تعزيز الشفافية في عمل المؤسسات العمومية المنتخبة ،مما يزيد من ثقة المواطنين بهذه المؤسسات،و تزود المواطنين بالمعلومات التي يحتاجونها لاتخاذ قرارت مستنيرة.
كما تدافع عن الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين، وتكشف عن أي انتهاكات لهذه الحقوق، كما يجب على المسؤولين تبني ثقافة الشفافية والانفتاح على الإعلام، وتسهيل عمل الصحفيين وتطوير التشريعات التي تحمي حرية الصحافة وتضمن حق المواطن في الحصول على المعلومات ،ويجب كذلك توعية الراي العام بأهمية الصحافة المحلية في المجهود الكبير الذي تبدله في نقل الخبر والحصول عن المعلومة بصعوبة دون كلل ولا ملل.
كما يجب ايضا بناء مؤسسات قوية قادرة على مقاومة الضغوط السياسية، والعمل من أجل المصلحة العامة.
في النهاية، تبقى الصحافة النزيهة ركن أساسي في أي مجتمع ديمقراطي، وهي ضرورة لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.
بقلم : محمد فتاح